وجاء في الكلمة : " إن حضوركم اليوم كما في كل المناطق كما في كل البلدان هو شاهد جديد في زمن جديد على حياة الحسين وعلى خلود الحسين وعلى انتصار الحسين، على انتصار الدم على السيف، لأن الحسين عليه السلام قام من أجل أن يبقى الإسلام وقام من أجل أن تبقى الأمة حية كريمة عزيزة حاضرة ثائرة مجاهدة رافضة للظلم، وأنتم من خلال هذا الحضور وبعد مئات السنين تثبتون بالفعل وبالقول وبالجهاد وبالتضحيات أن الإسلام المحمدي الأصيل محفوظ بدماء حفيده وأن الأمة حية وكريمة وعزيزة وأن نداء الحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم في ساحة كربلاء سوف يبقى يتردد في كل الأجيال الماضية والأجيال الحاضرة والأجيال الآتية وسيبقى نداء لبيك يا حسين ما بقي الدهر إلى يوم القيامة".
"هناك نوع من الحق يمكن لصاحبه أن يتنازل عنه وهو ما يرتبط بالحقوق الشخصية "
ومضى يقول : " أيها الإخوة والأخوات: تعلمنا من الحسين في كربلاء ان نتمسك بالحق ولا نتخلى عنه. والحق حقان: هناك نوع من الحق يمكن لصاحبه أن يتنازل عنه وهو ما يرتبط بالحقوق الشخصية، أما هناك نوع آخر لا يملك أحد أن يتنازل عنه وهو ما يرتبط بالأمة بأرضها، بخيراتها، بمقدراتها، بمقدساتها، بكراماتها. فليس هناك أحد مخوّل أن يتنازل عن حبة تراب من أرض ولا قطرة ماء ولا قطعة من مقدساتنا الغالية ولا عن كرامة هذه الأمة.
اليوم فلسطين والقدس هما العنوان الكبير للحق في هذا الزمان الذي يجب على الأمة أن تنصره وأن تقف إلى جانبه ولا يجوز لأحد أن يتخلى عن فلسطين من البحر إلى النهر، ولا يجوز لأحد أن يتخلى عن القدس التي تمثل مقدسات هذه الأمة.
على طريق استعادة فلسطين والقدس قضى عشرات الآلاف من الشهداء، من الفلسطينيين والسوريين والمصريين والأردنيين واللبنانيين، والعرب والمسلمين والمسيحيين، وهذا الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا أن يعود الحق إلى أصحابه وإلا أن تعود القدس إلى الأمة، وهذا هو الطريق وهذا هو الخيار وهذا هو الحق".
وتابع نصر الله : " بالأمس وقف إخوانكم وأخواتكم في غزة وتحت هدير الطائرات الإسرائيلية ومن قلب الحصار وأسمعوا العالم كله الموقف الحق والراسخ والثابت: لن نعترف بإسرائيل. قالوها لن نعترف بإسرائيل ولن نتخلى عن شبر واحد من فلسطين. واليوم من لبنان، من أرض الضاحية الجنوبية التي واجهت شراسة العدوان في نيسان 2006 ولم تقهر ولم تتحطم إرادتها نحن نكمل نداء الإخوة والأخوات في غزة. هم أطلقوا صرختهم وهم خارجون من حرب وما زالوا في حصار ونحن من الضاحية نطلق صرختنا ونحن خارجون من حرب وما زلنا في دائرة التهديد. نحن نقول أيضاً كلمة رسول الله وآل رسول الله وصحابة رسول الله وأمة رسول الله ودين رسول الله: ما دام فينا عرق ينبض لن نعترف بإسرائيل .
والأمة اليوم مدعوة لحسم خياراتها: الحكومات والأنظمة والشعوب. بالأمس اجتمعت لجنة المتابعة العربية وقالت بصراحة إن المفاوضات مضيعة وقت، لقد وصلنا إلى طريق مسدود، الخيارات السياسية منعدمة. لا يستطيع أحد أن يفرض على إسرائيل حلاً. لقد اكتشفوا هذا في وقت متأخر ولكنهم قالوه بالأمس".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]